منذ سنوات، كانت الهواتف القابلة للطي حلمًا بعيدًا، مرتفعة السعر، ومخصصة لفئة محدودة من المستخدمين المهووسين بالتقنية. لكن مع دخولنا لعصر 2025-2026، بدأت الهواتف القابلة للطي تظهر بأسعار أكثر معقولية، ما يجعل السؤال الحقيقي: هل هذه هي بداية مستقبل الهواتف الذكية؟ وهل فعلاً تستحق تجربة جهاز قابل للطي؟

في هذا المقال، سأشاركك تجربتي الحقيقية مع أول هاتف قابل للطي بسعر يناسب ميزانيتنا، وأحلل مميزاته، عيوبه، وأين يقف مستقبل هذه التكنولوجيا.

تصميم الجهاز: بين الابتكار والراحة

أول ما تحمله بيدك، تشعر بثقل قليل مقارنة بالهواتف التقليدية، وهذا متوقع بسبب آلية الطي والشاشة الإضافية. لكن المفاجأة كانت في جودة التصنيع، حيث تحس بأن الهاتف صُمم بعناية ودقة.

• الشاشة: شاشة كبيرة قابلة للطي تعطيك تجربة مشاهدة واسعة وعمل متعدد النوافذ.
• الطول والسمك: الهاتف يصبح أكثر سمكًا عند الطي، لكن ما هو مزعج لدرجة تعيق الاستخدام اليومي.
• آلية الطي: سلسة وناعمة، مع وجود زر غلق محكم يحافظ على ثبات الجهاز.

الأداء والبرمجيات: هل تستغل التطبيقات هذه التقنية؟

لا شك أن هاتف قابل للطي يحتاج إلى معالج قوي وبرمجيات متوافقة لاستغلال الشاشة المزدوجة بشكل فعّال. الهاتف الذي جربته كان مزودًا بمعالج حديث وسريع، مما جعل التنقل بين التطبيقات سلسًا جدًا.

لكن التحدي الأكبر كان في دعم التطبيقات. بينما بعض التطبيقات مثل متصفحات الإنترنت وتطبيقات الملاحظات استفادت بشكل ممتاز من الشاشة الكبيرة، هناك عدد لا بأس به من التطبيقات لم تستغل هذه الميزة بعد، مما يجعل التجربة غير متكاملة 100%.

الكاميرا والصوت: هل يخسر الهاتف القابل للطي؟

على الرغم من التصميم الفريد، لم أتنازل عن جودة الكاميرا. الهاتف يأتي بكاميرات عالية الجودة، تدعم التصوير الليلي والتسجيل بدقة 4K، مما يعادل تقريبًا الهواتف الرائدة التقليدية.

أما الصوت، فقد كان واضحًا وقويًا، مع مكبرات صوت استريو تعطي تجربة غنية للاستماع للموسيقى والمكالمات.

مدة البطارية والشحن

بطارية الهاتف كانت مرضية، حيث تستمر مع الاستخدام المتوسط حتى نهاية اليوم. الشحن كان سريعًا، مع دعم للشحن اللاسلكي، مما يزيد من سهولة الاستخدام.

هل الهاتف القابل للطي يستحق كل ريال صرفته؟

السعر المعقول بالنسبة لتقنية قابلة للطي يجعل هذه التجربة جذابة للمستخدم العادي، لكن هل هو استثمار جيد؟

• إذا كنت من عشاق التكنولوجيا والتجارب الجديدة، فبالتأكيد ستجد في الهاتف متعة وفائدة.
• أما إذا كنت تبحث عن هاتف يعتمد عليه بشكل تقليدي دون تعقيدات، فقد تشعر أن السعر لا يعكس فوائد ملموسة بعد.

بالتالي، الهاتف القابل للطي الآن هو خيار مميز لمن يريد التميز والابتكار، لكنه ليس بعد البديل الشامل للهواتف التقليدية.

هل هو المستقبل؟

تقنية الهواتف القابلة للطي تحمل وعدًا كبيرًا، خصوصًا مع تحسن الدعم البرمجي وتراجع الأسعار. في 5 سنوات القادمة، من المتوقع أن تصبح هذه التقنية أكثر انتشارًا وشعبية، وربما تغزو السوق بشكل أوسع.

“المستقبل لا ينتظر أحدًا، والهاتف القابل للطي يفتح أبوابًا لعالم جديد من التجارب الرقمية.”